05-15-2016, 06:50 PM
يتدرج الإنسان ÙÙŠ مراØÙ„ الخلق طورا بعد طور Øتى يكتمل أصل Ø®ÙلْقَتÙه، ثم ينشئه الله خلقا آخر بانتقاله إلى طور الØياة بنÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ùيه، قال تعالى: &64831;وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإÙنْسَانَ Ù…Ùنْ..
يتدرج الإنسان ÙÙŠ مراØÙ„ الخلق طورا بعد طور Øتى يكتمل أصل Ø®ÙلْقَتÙه، ثم ينشئه الله خلقا آخر بانتقاله إلى طور الØياة بنÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ùيه، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإÙنْسَانَ Ù…Ùنْ سÙلَالَة٠مÙنْ Ø·Ùين٠ثÙمَّ جَعَلْنَاه٠نÙطْÙَةً ÙÙÙŠ قَرَار٠مَكÙين٠ثÙمَّ خَلَقْنَا النّÙطْÙÙŽØ©ÙŽ عَلَقَةً Ùَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ Ù…Ùضْغَةً Ùَخَلَقْنَا الْمÙضْغَةَ عÙظَامًا Ùَكَسَوْنَا الْعÙظَامَ Ù„ÙŽØْمًا Ø«Ùمَّ أَنْشَأْنَاه٠خَلْقًا آَخَرَ Ùَتَبَارَكَ اللَّه٠أَØْسَن٠الْخَالÙÙ‚Ùينَ) [المؤمنون]ØŒ وأطوار الْخÙلْقَة٠مختلÙØ© ÙÙŠ خصائصها ومقتضياتها، Ùطور Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙŠÙ‚ØªØ¶ÙŠ: إرسال الملك، وكتابة الرزق، والأجل، والعمل، ووص٠المسار العملي الذي سيختاره الإنسان Øتى يختم له به، ÙيستØÙ‚ الوص٠الذي يناسبه من شقاوة أو سعادة، ثم يخرج الإنسان إلى الدنيا Ø·Ùلا، ثم يترقى ÙÙŠ الخلق Øتى يصير أهلا للأمر والنهي من أوليائه؛ ليتهيأ للاستجابة لأمر خالقه، يشير إلى هذا الطَّوْر قوله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر". رواه أبو داود وغيره.
هكذا يقترب الإنسان شيئا Ùشيئا من الØÙÙ„ÙÙ… الذي ببلوغه يتوجه إليه الخطاب الشرعي، لتمام أهليته لذلك، قال تعالى: (ÙˆÙŽØ¥Ùذَا بَلَغَ الْأَطْÙَال٠مÙنْكÙم٠الْØÙÙ„ÙÙ…ÙŽ ÙَلْيَسْتَأْذÙÙ†Ùوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذÙينَ Ù…Ùنْ قَبْلÙÙ‡Ùمْ)[النور/59].
متى تبدأ مرØلة الشباب؟ ومتى تنتهي؟ ومتى يبلغ الإنسان أشده؟ وما هي أهميتها؟
تبدأ مرØلة الشباب من البلوغ، Ùيتوجه إلى الشاب الأمر الشرعي، ويوضع عليه القلم الذي كان مرÙوعا عنه قبل ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "رÙع القلم عن ثلاثة عن النائم Øتى يستيقظ وعن الصبي Øتى ÙŠØتلم وعن المجنون Øتى يعقل". (رواه أبو داود والترمذي)ØŒ Ùاعتبر البلوغ بداية مرØلة الشباب؛ لأنها أنسب لما يقتضيه البلوغ من مؤاخذة، وتمتد هذه المرØلة إلى ما بعد الأربعين، ÙˆÙÙŠ أثنائها يبلغ الإنسان أشده، أي يكتمل Ù†ÙÙ…Ùوّ٠قÙوَاه٠البدنية والعقلية، قال تعالى: (Øَتَّى Ø¥Ùذَا بَلَغَ Ø£ÙŽØ´Ùدَّه٠وَبَلَغَ أَرْبَعÙينَ سَنَةً قَالَ رَبّ٠أَوْزÙعْنÙÙŠ أَنْ أَشْكÙرَ Ù†Ùعْمَتَكَ الَّتÙÙŠ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالÙدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالÙØًا تَرْضَاه٠وَأَصْلÙØÙ’ Ù„ÙÙŠ ÙÙÙŠ Ø°ÙرّÙيَّتÙÙŠ Ø¥ÙنّÙÙŠ تÙبْت٠إÙلَيْكَ ÙˆÙŽØ¥ÙنّÙÙŠ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙسْلÙÙ…Ùينَ) [الأØقاÙ/15]ØŒ وليس لبلوغ الإنسان أشÙدَّه٠سÙنٌّ Ù…Øدد، وإنما يتوقع Øصول ذلك Ùيما بين الثلاثين إلى الأربعين، والأربعون هي غاية كماله، (كما قال ابن عاشور ÙÙŠ تÙسيره)ØŒ وليست سÙنٌّ الأربعين Øَدّاً لنهاية هذه المرØلة، بل هي غاية كمالها، ثم ÙŠÙمَتَّع٠الإنسان بها غالبا بعد ذلك ما شاء الله، وبلوغ الأشد مؤهل زائد على بلوغ الْØÙÙ„ÙÙ… الذي ÙŠØصل به التكليÙØŒ Ùلا عذر عند ذلك لمن تأخر عن تمام شكر المنعم؛ ليتناسب تمام الخلقة ÙÙŠ جانبيها الØسي والمعنوي، مع تمام الشكر، وقد نبهت الآية إلى أن الشكر المطلوب نوعان: قولي كالدعاء، ÙˆÙعلي وهو العمل الصالØØ› ولذلك ناسب أن يدعو البالغ Ø£ÙŽØ´Ùدَّه بهذا الدعاء الجامع Ù„Ùنَوْعَي٠الشكر، ولكون بلوغ الْأَشÙدّ٠هو أكمل أطوار الخلق اختاره الله سبØانه وتعالى لاصطÙاء من شاء من عباده بإيتاء الØÙكْم والعلم، قال تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ Ø£ÙŽØ´Ùدَّه٠آَتَيْنَاه٠ØÙكْمًا وَعÙلْمًا ÙˆÙŽÙƒÙŽØ°ÙŽÙ„ÙÙƒÙŽ نَجْزÙÙŠ الْمÙØْسÙÙ†Ùينَ) [يوسÙ/22]ØŒ وقال تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ Ø£ÙŽØ´Ùدَّه٠وَاسْتَوَى آَتَيْنَاه٠ØÙكْمًا وَعÙلْمًا ÙˆÙŽÙƒÙŽØ°ÙŽÙ„ÙÙƒÙŽ نَجْزÙÙŠ الْمÙØْسÙÙ†Ùينَ) [القصص/14].Â
أهمية مرØلة الشباب ترتقي إلى أن ÙŠÙسأل الإنسان عنها سؤالا خاصا يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قَدَم٠ابن آدم يوم القيامة من عند ربه Øتى يسأل عن خمس: عن عمره Ùيم Ø£Ùناه، وعن شبابه Ùيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه، ÙˆÙيم أنÙقه، وماذا عمل Ùيما علم". رواه الترمذي وغيره.
لماذا Ø£Ùردت مرØلة الشباب بسؤال خاص؟
الإجابة على هذا السؤال تØتمل اØتمالات متعددة ترجع كلها إلى صÙات الإنسان ÙÙŠ هذه المرØلة، وهذه الصÙات منها: الØيوية والاندÙاع، والجهل وقلة الخبرة ÙÙŠ شؤون الØياة، كما تتميز هذه الÙترة غالبا بنعمتي الصØØ© والÙراغ، بالإضاÙØ© إلى كونها هي مرØلة اكتمال قدرات الإنسان البدنية والعقلية، وهو ما عبر عنه القرآن ببلوغ الأشد، كما سبق ÙÙŠ الآية.Â
الاØتمال الأول: لتخصيص مرØلة الشباب بسؤال خاص: هو كونها مرØلة النشاط والاندÙاع، المصاØب للجهل غالبا، Ùقد ورد ÙÙŠ الØكمة: "الشباب مطيَّة الجهل، ويروى مَظÙنَّة٠الجهل"ØŒ بل قد بالغ Ø£Øد الشعراء Ùعَدَّه٠شÙعْبة من الجنون، قال الشاعر العتبي:
قالت عهدتك مجنونًا، Ùقلت لها ... إن الشباب جنون بÙرْؤÙه٠الْكÙبَرÙ.
أما أنها مرØلة النشاط والاندÙاع؛ Ùلأن الشباب أسرع إلى تغيير القناعات، وأسبق إلى قبول الدعوات، قال تعالى: (Ø¥ÙنَّهÙمْ ÙÙتْيَةٌ Ø¢ÙŽÙ…ÙŽÙ†Ùوا بÙرَبّÙÙ‡Ùمْ وَزÙدْنَاهÙمْ Ù‡Ùدًى) [الكهÙ/13]ØŒ وقال تعالى: (Ùَمَا آمَنَ Ù„ÙÙ…Ùوسَى Ø¥Ùلَّا Ø°ÙرّÙيَّةٌ Ù…Ùنْ قَوْمÙÙ‡Ù) [يونس/83]ØŒ وهذه الخاصّÙيَّة٠من خصوصيات مرØلة الشباب ذات وجهين: Ø£Øدهما Ù…Øمود، وهو الذي توجه Ùيه هذه الخاصّÙيَّة٠لمقتضى الÙطرة الأولى الجانÙØَة٠إلى ما يناسب العقل السليم، الذي ينÙر من الانØرا٠الظاهر على الØياة الجاهلية ÙÙŠ المظاهر والأÙكار، Ùينكر ذلك بقلبه، Ùإذا لاقى ما يستجيب لهذا الشعور، وينير له طريقا مستقيما تَلَقَّÙَه٠بشَغَÙÙØŒ وتمسك به، أما الوجه السلبي لخاصّÙيَّة الØيوية والاندÙاع لدى الشباب، Ùهو الذي تسيطر عليه الغرائز، وتوجهه الشهوات، دون أن يهذبها عقل سليم، أو يقومها علم ناÙع، ÙيَهْوÙÙŠ بها الشاب ÙÙŠ مستنقع سØيق، يستØÙ‚ الناجي منه رغم قوة جاذبية تياره، وشدة اضطراب أمواجه: أن يكون من الذين يظلهم الله ÙÙŠ ظله، يوم لا ظل إلا ظله، قال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله ÙÙŠ ظله: إمام عادل وشاب نشأ ÙÙŠ عبادة ربه ..." (متÙÙ‚ عليه).
الاØتمال الثاني: أن اختصاص هذه المرØلة بالسؤال عنها يرجع إلى كونها تختص غالبا بعاملين أساسيين للإكثار من العمل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø«Ù…Ø±ØŒ قَلَّ أن يجتمعا Ùيما بعدها من مراØÙ„Â
العمر، وهما: الصØØ© والÙراغ، اللذان قال عنهما النبي صلى الله عليه وسلم: "Ù†Ùعْمَتَان٠مَغْبÙونٌ ÙÙيهÙمَا ÙƒÙŽØ«Ùيرٌ Ù…Ùنْ النَّاس٠الصّÙØَّة٠وَالْÙَرَاغÙ" (رواه البخاري).
الاØتمال الثالث: أن Ùترة الشباب تتميز بطور اكتمال Ù†ÙÙ…Ùوّ٠قدرات الإنسان البدنية والعقلية، وهو الطور الذي عبر عنه القرآن ببلوغ الإنسان أشده كما سبق ÙÙŠ الآية.
الاØتمال الرابع: أن تخصيص هذه المرØلة بالسؤال يرجع إلى كونها تجمع الخصائص السابقة كلها، Ùهي مرØلة الØيوية والنشاط، والصØØ© والÙراغ، ومرØلة اكتمال القدرات الØسية والمعنوية، ولو ÙÙŠ بعض Ùتراتها؛ إذ الغالب أن الإنسان ÙÙŠ أول شبابه ذو نشاط ÙˆØيوية، إلا أنه قليل الÙهم والخبرة، ثم يكتسب منهما خلال Ùترة شبابه شيئا Ùشيئا Øتى يكتمل نضجه ببلوغ الأشد.
كي٠يØسن الشباب استغلال هذه المرØلة:
استغلال هذه المرØلة يتطلب من الشاب أن يستعين بالوسائل الشرعية التالية:
أولا: أن يجعل كل اختياراته مبنية على الدليل والبرهان، ويبتعد Ùيها عن التقليد الأعمى والعادات، خاصة إذا تعلق الأمر باختيار منهج للØياة، Ùقد أرشدنا القرآن الكريم إلى هذا المنهج القويم، قال تعالى: ( وَاتْل٠عَلَيْهÙمْ نَبَأَ Ø¥ÙبْرَاهÙيمَ Ø¥Ùذْ قَالَ Ù„ÙأَبÙيه٠وَقَوْمÙه٠مَا تَعْبÙدÙونَ قَالÙوا نَعْبÙد٠أَصْنَامًا Ùَنَظَلّ٠لَهَا عَاكÙÙÙينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعÙونَكÙمْ Ø¥Ùذْ تَدْعÙونَ أَوْ يَنْÙَعÙونَكÙمْ أَوْ يَضÙرّÙونَ قَالÙوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا ÙƒÙŽØ°ÙŽÙ„ÙÙƒÙŽ ÙŠÙŽÙْعَلÙونَ قَالَ Ø£ÙŽÙَرَأَيْتÙمْ مَا ÙƒÙنْتÙمْ تَعْبÙدÙونَ أَنْتÙمْ وَآبَاؤÙÙƒÙم٠الْأَقْدَمÙونَ ÙÙŽØ¥ÙنَّهÙمْ عَدÙوٌّ Ù„ÙÙŠ Ø¥Ùلَّا رَبَّ الْعَالَمÙينَ الَّذÙÙŠ خَلَقَنÙÙŠ ÙÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ يَهْدÙين٠وَالَّذÙÙŠ Ù‡ÙÙˆÙŽ ÙŠÙطْعÙÙ…ÙÙ†ÙÙŠ وَيَسْقÙين٠وَإÙذَا مَرÙضْت٠ÙÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ يَشْÙÙين٠وَالَّذÙÙŠ ÙŠÙÙ…ÙيتÙÙ†ÙÙŠ Ø«Ùمَّ ÙŠÙØْيÙين٠وَالَّذÙÙŠ أَطْمَع٠أَنْ يَغْÙÙرَ Ù„ÙÙŠ خَطÙيئَتÙÙŠ يَوْمَ الدّÙينÙ) [الشعراء/69-82]ØŒ Ùلنتأمل كي٠Øاجَّ إبراهيم قومه مبينا المنهج الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يجب أن ÙŠÙبْنَي عليه الاختيار.
ثانيا: أن يستعين على ضبط الغرائز بالوسائل الشرعية، ومنها ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَاب٠مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ Ùَلْيَتَزَوَّجْ ÙÙŽØ¥Ùنَّه٠أَغَضّ٠لÙلْبَصَر٠وَأَØْصَن٠لÙلْÙَرْج٠وَمَنْ لَمْ يَسْتَطÙعْ Ùَعَلَيْه٠بÙالصَّوْم٠ÙÙŽØ¥Ùنَّه٠لَه٠وÙجَاءٌ". (متÙÙ‚ عليه).
ثالثا: أن يستعين بالصØبة الصالØØ©ØŒ قال تعالى: (يَا أَيّÙهَا الَّذÙينَ آمَنÙوا اتَّقÙوا اللَّهَ ÙˆÙŽÙƒÙونÙوا مَعَ الصَّادÙÙ‚Ùينَ) [التوبة/119]ØŒ وقال تعالى: (الْأَخÙلَّاء٠يَوْمَئÙذ٠بَعْضÙÙ‡Ùمْ Ù„Ùبَعْض٠عَدÙوٌّ Ø¥Ùلَّا الْمÙتَّقÙينَ) [الزخرÙ/67]ØŒ ÙليتØرَّ الشاب أن يصØب الصّÙدّÙيقÙينَ، Ùإن لم يجد Ùالصادقين.
 رابعا: أن يتعلم من أهل العلم ويلتمس المشورة من أهل الخبرة، قال تعالى: (ÙَاسْأَلÙوا أَهْلَ الذّÙكْر٠إÙنْ ÙƒÙنْتÙمْ لَا تَعْلَمÙونَ) [الأنبياء/7]ØŒ Ùالأمر بسؤال أهل العلم يتضمن الأمر بمشاورة أهل الخبرة، Ùالخبرة علم تجريبي، وقد ورد ÙÙŠ وصية لقمان لابنه قوله: "يا بÙنَيَّ شاور من جَرَّبَ الأمور، Ùإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء، وأنت تأخذه بالمجَّان"ØŒ وورد ÙÙŠ الØكمة أيضا: "أربعة تØتاج إلى أربعة: الØسب إلى الأدب، والسرور إلى الأمن، والقرابة إلى المودة، والعقل إلى التجربة"ØŒ وقال الشاعر جرير:Â
وابن اللَّبÙون إذا ما Ù„Ùزَّ ÙÙŠ قَرَن٠... لم يستطع صَوْلَةَ البÙزْل٠الْقَناعÙيـــــــــــــــس.
وقال آخر:
 لعمرك٠لَلشّÙبَّان٠أسرع غــــــــــارةً ... ولَلشّÙيب٠إنْ دارتْ رَØÙŽÙ‰ الØرب٠أصبرÙ.
Ùلا يستغني الشاب عن مشاورة أهل الخبرة ÙÙŠ شؤون الØياة.
خامسا: أن يغتنم الÙرصة ولا يكون من المغبونين ÙÙŠ الصØØ© والÙراغ، وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اغْتَنÙمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسÙ: شَبَابَكَ قَبْلَ Ù‡ÙرَمÙÙƒÙŽØŒ وَصÙØَّتَكَ قَبْلَ سَقَمÙÙƒÙŽØŒ وَغÙنَاءَكَ قَبْلَ ÙَقْرÙÙƒÙŽØŒ ÙˆÙŽÙَرَاغَكَ قَبْلَ Ø´ÙغْلÙÙƒÙŽØŒ ÙˆÙŽØَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتÙÙƒÙŽ". (رواه الØاكم وغيره).
وقال الشاعر:
بَادÙر الْÙÙرْصَةَ وَاØْذَرْ Ùَوْتَهَا ... ÙَبÙÙ„Ùوغ٠الْعÙـــزّ٠ÙÙŠ نَيْل٠الْÙÙـــــــــــــــرَصْ.
وقال آخر:
Ø¥Ùذا لم تØاولْ ÙÙŠ شبابكَ غايةً ... Ùيا ليت شعري أيَّ وقت٠تØاولÙ.
سادسا: عدم الاتّÙكال على أمجاد الآباء والأجداد وإنجازاتهم، Ùقيمة كل شخص ما ÙŠØسنه، لا ما ÙŠØسنه آباؤه وأجداده.
وأختم بالقول: إن من أهم ما يتعلمه الشاب هو خصائص المرØلة التي يمر بها.
يتدرج الإنسان ÙÙŠ مراØÙ„ الخلق طورا بعد طور Øتى يكتمل أصل Ø®ÙلْقَتÙه، ثم ينشئه الله خلقا آخر بانتقاله إلى طور الØياة بنÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ùيه، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإÙنْسَانَ Ù…Ùنْ سÙلَالَة٠مÙنْ Ø·Ùين٠ثÙمَّ جَعَلْنَاه٠نÙطْÙَةً ÙÙÙŠ قَرَار٠مَكÙين٠ثÙمَّ خَلَقْنَا النّÙطْÙÙŽØ©ÙŽ عَلَقَةً Ùَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ Ù…Ùضْغَةً Ùَخَلَقْنَا الْمÙضْغَةَ عÙظَامًا Ùَكَسَوْنَا الْعÙظَامَ Ù„ÙŽØْمًا Ø«Ùمَّ أَنْشَأْنَاه٠خَلْقًا آَخَرَ Ùَتَبَارَكَ اللَّه٠أَØْسَن٠الْخَالÙÙ‚Ùينَ) [المؤمنون]ØŒ وأطوار الْخÙلْقَة٠مختلÙØ© ÙÙŠ خصائصها ومقتضياتها، Ùطور Ù†ÙØ® Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙŠÙ‚ØªØ¶ÙŠ: إرسال الملك، وكتابة الرزق، والأجل، والعمل، ووص٠المسار العملي الذي سيختاره الإنسان Øتى يختم له به، ÙيستØÙ‚ الوص٠الذي يناسبه من شقاوة أو سعادة، ثم يخرج الإنسان إلى الدنيا Ø·Ùلا، ثم يترقى ÙÙŠ الخلق Øتى يصير أهلا للأمر والنهي من أوليائه؛ ليتهيأ للاستجابة لأمر خالقه، يشير إلى هذا الطَّوْر قوله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر". رواه أبو داود وغيره.
هكذا يقترب الإنسان شيئا Ùشيئا من الØÙÙ„ÙÙ… الذي ببلوغه يتوجه إليه الخطاب الشرعي، لتمام أهليته لذلك، قال تعالى: (ÙˆÙŽØ¥Ùذَا بَلَغَ الْأَطْÙَال٠مÙنْكÙم٠الْØÙÙ„ÙÙ…ÙŽ ÙَلْيَسْتَأْذÙÙ†Ùوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذÙينَ Ù…Ùنْ قَبْلÙÙ‡Ùمْ)[النور/59].
متى تبدأ مرØلة الشباب؟ ومتى تنتهي؟ ومتى يبلغ الإنسان أشده؟ وما هي أهميتها؟
تبدأ مرØلة الشباب من البلوغ، Ùيتوجه إلى الشاب الأمر الشرعي، ويوضع عليه القلم الذي كان مرÙوعا عنه قبل ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "رÙع القلم عن ثلاثة عن النائم Øتى يستيقظ وعن الصبي Øتى ÙŠØتلم وعن المجنون Øتى يعقل". (رواه أبو داود والترمذي)ØŒ Ùاعتبر البلوغ بداية مرØلة الشباب؛ لأنها أنسب لما يقتضيه البلوغ من مؤاخذة، وتمتد هذه المرØلة إلى ما بعد الأربعين، ÙˆÙÙŠ أثنائها يبلغ الإنسان أشده، أي يكتمل Ù†ÙÙ…Ùوّ٠قÙوَاه٠البدنية والعقلية، قال تعالى: (Øَتَّى Ø¥Ùذَا بَلَغَ Ø£ÙŽØ´Ùدَّه٠وَبَلَغَ أَرْبَعÙينَ سَنَةً قَالَ رَبّ٠أَوْزÙعْنÙÙŠ أَنْ أَشْكÙرَ Ù†Ùعْمَتَكَ الَّتÙÙŠ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالÙدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالÙØًا تَرْضَاه٠وَأَصْلÙØÙ’ Ù„ÙÙŠ ÙÙÙŠ Ø°ÙرّÙيَّتÙÙŠ Ø¥ÙنّÙÙŠ تÙبْت٠إÙلَيْكَ ÙˆÙŽØ¥ÙنّÙÙŠ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمÙسْلÙÙ…Ùينَ) [الأØقاÙ/15]ØŒ وليس لبلوغ الإنسان أشÙدَّه٠سÙنٌّ Ù…Øدد، وإنما يتوقع Øصول ذلك Ùيما بين الثلاثين إلى الأربعين، والأربعون هي غاية كماله، (كما قال ابن عاشور ÙÙŠ تÙسيره)ØŒ وليست سÙنٌّ الأربعين Øَدّاً لنهاية هذه المرØلة، بل هي غاية كمالها، ثم ÙŠÙمَتَّع٠الإنسان بها غالبا بعد ذلك ما شاء الله، وبلوغ الأشد مؤهل زائد على بلوغ الْØÙÙ„ÙÙ… الذي ÙŠØصل به التكليÙØŒ Ùلا عذر عند ذلك لمن تأخر عن تمام شكر المنعم؛ ليتناسب تمام الخلقة ÙÙŠ جانبيها الØسي والمعنوي، مع تمام الشكر، وقد نبهت الآية إلى أن الشكر المطلوب نوعان: قولي كالدعاء، ÙˆÙعلي وهو العمل الصالØØ› ولذلك ناسب أن يدعو البالغ Ø£ÙŽØ´Ùدَّه بهذا الدعاء الجامع Ù„Ùنَوْعَي٠الشكر، ولكون بلوغ الْأَشÙدّ٠هو أكمل أطوار الخلق اختاره الله سبØانه وتعالى لاصطÙاء من شاء من عباده بإيتاء الØÙكْم والعلم، قال تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ Ø£ÙŽØ´Ùدَّه٠آَتَيْنَاه٠ØÙكْمًا وَعÙلْمًا ÙˆÙŽÙƒÙŽØ°ÙŽÙ„ÙÙƒÙŽ نَجْزÙÙŠ الْمÙØْسÙÙ†Ùينَ) [يوسÙ/22]ØŒ وقال تعالى: (وَلَمَّا بَلَغَ Ø£ÙŽØ´Ùدَّه٠وَاسْتَوَى آَتَيْنَاه٠ØÙكْمًا وَعÙلْمًا ÙˆÙŽÙƒÙŽØ°ÙŽÙ„ÙÙƒÙŽ نَجْزÙÙŠ الْمÙØْسÙÙ†Ùينَ) [القصص/14].Â
أهمية مرØلة الشباب ترتقي إلى أن ÙŠÙسأل الإنسان عنها سؤالا خاصا يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قَدَم٠ابن آدم يوم القيامة من عند ربه Øتى يسأل عن خمس: عن عمره Ùيم Ø£Ùناه، وعن شبابه Ùيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه، ÙˆÙيم أنÙقه، وماذا عمل Ùيما علم". رواه الترمذي وغيره.
لماذا Ø£Ùردت مرØلة الشباب بسؤال خاص؟
الإجابة على هذا السؤال تØتمل اØتمالات متعددة ترجع كلها إلى صÙات الإنسان ÙÙŠ هذه المرØلة، وهذه الصÙات منها: الØيوية والاندÙاع، والجهل وقلة الخبرة ÙÙŠ شؤون الØياة، كما تتميز هذه الÙترة غالبا بنعمتي الصØØ© والÙراغ، بالإضاÙØ© إلى كونها هي مرØلة اكتمال قدرات الإنسان البدنية والعقلية، وهو ما عبر عنه القرآن ببلوغ الأشد، كما سبق ÙÙŠ الآية.Â
الاØتمال الأول: لتخصيص مرØلة الشباب بسؤال خاص: هو كونها مرØلة النشاط والاندÙاع، المصاØب للجهل غالبا، Ùقد ورد ÙÙŠ الØكمة: "الشباب مطيَّة الجهل، ويروى مَظÙنَّة٠الجهل"ØŒ بل قد بالغ Ø£Øد الشعراء Ùعَدَّه٠شÙعْبة من الجنون، قال الشاعر العتبي:
قالت عهدتك مجنونًا، Ùقلت لها ... إن الشباب جنون بÙرْؤÙه٠الْكÙبَرÙ.
أما أنها مرØلة النشاط والاندÙاع؛ Ùلأن الشباب أسرع إلى تغيير القناعات، وأسبق إلى قبول الدعوات، قال تعالى: (Ø¥ÙنَّهÙمْ ÙÙتْيَةٌ Ø¢ÙŽÙ…ÙŽÙ†Ùوا بÙرَبّÙÙ‡Ùمْ وَزÙدْنَاهÙمْ Ù‡Ùدًى) [الكهÙ/13]ØŒ وقال تعالى: (Ùَمَا آمَنَ Ù„ÙÙ…Ùوسَى Ø¥Ùلَّا Ø°ÙرّÙيَّةٌ Ù…Ùنْ قَوْمÙÙ‡Ù) [يونس/83]ØŒ وهذه الخاصّÙيَّة٠من خصوصيات مرØلة الشباب ذات وجهين: Ø£Øدهما Ù…Øمود، وهو الذي توجه Ùيه هذه الخاصّÙيَّة٠لمقتضى الÙطرة الأولى الجانÙØَة٠إلى ما يناسب العقل السليم، الذي ينÙر من الانØرا٠الظاهر على الØياة الجاهلية ÙÙŠ المظاهر والأÙكار، Ùينكر ذلك بقلبه، Ùإذا لاقى ما يستجيب لهذا الشعور، وينير له طريقا مستقيما تَلَقَّÙَه٠بشَغَÙÙØŒ وتمسك به، أما الوجه السلبي لخاصّÙيَّة الØيوية والاندÙاع لدى الشباب، Ùهو الذي تسيطر عليه الغرائز، وتوجهه الشهوات، دون أن يهذبها عقل سليم، أو يقومها علم ناÙع، ÙيَهْوÙÙŠ بها الشاب ÙÙŠ مستنقع سØيق، يستØÙ‚ الناجي منه رغم قوة جاذبية تياره، وشدة اضطراب أمواجه: أن يكون من الذين يظلهم الله ÙÙŠ ظله، يوم لا ظل إلا ظله، قال صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله ÙÙŠ ظله: إمام عادل وشاب نشأ ÙÙŠ عبادة ربه ..." (متÙÙ‚ عليه).
الاØتمال الثاني: أن اختصاص هذه المرØلة بالسؤال عنها يرجع إلى كونها تختص غالبا بعاملين أساسيين للإكثار من العمل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ø«Ù…Ø±ØŒ قَلَّ أن يجتمعا Ùيما بعدها من مراØÙ„Â
العمر، وهما: الصØØ© والÙراغ، اللذان قال عنهما النبي صلى الله عليه وسلم: "Ù†Ùعْمَتَان٠مَغْبÙونٌ ÙÙيهÙمَا ÙƒÙŽØ«Ùيرٌ Ù…Ùنْ النَّاس٠الصّÙØَّة٠وَالْÙَرَاغÙ" (رواه البخاري).
الاØتمال الثالث: أن Ùترة الشباب تتميز بطور اكتمال Ù†ÙÙ…Ùوّ٠قدرات الإنسان البدنية والعقلية، وهو الطور الذي عبر عنه القرآن ببلوغ الإنسان أشده كما سبق ÙÙŠ الآية.
الاØتمال الرابع: أن تخصيص هذه المرØلة بالسؤال يرجع إلى كونها تجمع الخصائص السابقة كلها، Ùهي مرØلة الØيوية والنشاط، والصØØ© والÙراغ، ومرØلة اكتمال القدرات الØسية والمعنوية، ولو ÙÙŠ بعض Ùتراتها؛ إذ الغالب أن الإنسان ÙÙŠ أول شبابه ذو نشاط ÙˆØيوية، إلا أنه قليل الÙهم والخبرة، ثم يكتسب منهما خلال Ùترة شبابه شيئا Ùشيئا Øتى يكتمل نضجه ببلوغ الأشد.
كي٠يØسن الشباب استغلال هذه المرØلة:
استغلال هذه المرØلة يتطلب من الشاب أن يستعين بالوسائل الشرعية التالية:
أولا: أن يجعل كل اختياراته مبنية على الدليل والبرهان، ويبتعد Ùيها عن التقليد الأعمى والعادات، خاصة إذا تعلق الأمر باختيار منهج للØياة، Ùقد أرشدنا القرآن الكريم إلى هذا المنهج القويم، قال تعالى: ( وَاتْل٠عَلَيْهÙمْ نَبَأَ Ø¥ÙبْرَاهÙيمَ Ø¥Ùذْ قَالَ Ù„ÙأَبÙيه٠وَقَوْمÙه٠مَا تَعْبÙدÙونَ قَالÙوا نَعْبÙد٠أَصْنَامًا Ùَنَظَلّ٠لَهَا عَاكÙÙÙينَ قَالَ هَلْ يَسْمَعÙونَكÙمْ Ø¥Ùذْ تَدْعÙونَ أَوْ يَنْÙَعÙونَكÙمْ أَوْ يَضÙرّÙونَ قَالÙوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا ÙƒÙŽØ°ÙŽÙ„ÙÙƒÙŽ ÙŠÙŽÙْعَلÙونَ قَالَ Ø£ÙŽÙَرَأَيْتÙمْ مَا ÙƒÙنْتÙمْ تَعْبÙدÙونَ أَنْتÙمْ وَآبَاؤÙÙƒÙم٠الْأَقْدَمÙونَ ÙÙŽØ¥ÙنَّهÙمْ عَدÙوٌّ Ù„ÙÙŠ Ø¥Ùلَّا رَبَّ الْعَالَمÙينَ الَّذÙÙŠ خَلَقَنÙÙŠ ÙÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ يَهْدÙين٠وَالَّذÙÙŠ Ù‡ÙÙˆÙŽ ÙŠÙطْعÙÙ…ÙÙ†ÙÙŠ وَيَسْقÙين٠وَإÙذَا مَرÙضْت٠ÙÙŽÙ‡ÙÙˆÙŽ يَشْÙÙين٠وَالَّذÙÙŠ ÙŠÙÙ…ÙيتÙÙ†ÙÙŠ Ø«Ùمَّ ÙŠÙØْيÙين٠وَالَّذÙÙŠ أَطْمَع٠أَنْ يَغْÙÙرَ Ù„ÙÙŠ خَطÙيئَتÙÙŠ يَوْمَ الدّÙينÙ) [الشعراء/69-82]ØŒ Ùلنتأمل كي٠Øاجَّ إبراهيم قومه مبينا المنهج الصØÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ يجب أن ÙŠÙبْنَي عليه الاختيار.
ثانيا: أن يستعين على ضبط الغرائز بالوسائل الشرعية، ومنها ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَاب٠مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ Ùَلْيَتَزَوَّجْ ÙÙŽØ¥Ùنَّه٠أَغَضّ٠لÙلْبَصَر٠وَأَØْصَن٠لÙلْÙَرْج٠وَمَنْ لَمْ يَسْتَطÙعْ Ùَعَلَيْه٠بÙالصَّوْم٠ÙÙŽØ¥Ùنَّه٠لَه٠وÙجَاءٌ". (متÙÙ‚ عليه).
ثالثا: أن يستعين بالصØبة الصالØØ©ØŒ قال تعالى: (يَا أَيّÙهَا الَّذÙينَ آمَنÙوا اتَّقÙوا اللَّهَ ÙˆÙŽÙƒÙونÙوا مَعَ الصَّادÙÙ‚Ùينَ) [التوبة/119]ØŒ وقال تعالى: (الْأَخÙلَّاء٠يَوْمَئÙذ٠بَعْضÙÙ‡Ùمْ Ù„Ùبَعْض٠عَدÙوٌّ Ø¥Ùلَّا الْمÙتَّقÙينَ) [الزخرÙ/67]ØŒ ÙليتØرَّ الشاب أن يصØب الصّÙدّÙيقÙينَ، Ùإن لم يجد Ùالصادقين.
 رابعا: أن يتعلم من أهل العلم ويلتمس المشورة من أهل الخبرة، قال تعالى: (ÙَاسْأَلÙوا أَهْلَ الذّÙكْر٠إÙنْ ÙƒÙنْتÙمْ لَا تَعْلَمÙونَ) [الأنبياء/7]ØŒ Ùالأمر بسؤال أهل العلم يتضمن الأمر بمشاورة أهل الخبرة، Ùالخبرة علم تجريبي، وقد ورد ÙÙŠ وصية لقمان لابنه قوله: "يا بÙنَيَّ شاور من جَرَّبَ الأمور، Ùإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء، وأنت تأخذه بالمجَّان"ØŒ وورد ÙÙŠ الØكمة أيضا: "أربعة تØتاج إلى أربعة: الØسب إلى الأدب، والسرور إلى الأمن، والقرابة إلى المودة، والعقل إلى التجربة"ØŒ وقال الشاعر جرير:Â
وابن اللَّبÙون إذا ما Ù„Ùزَّ ÙÙŠ قَرَن٠... لم يستطع صَوْلَةَ البÙزْل٠الْقَناعÙيـــــــــــــــس.
وقال آخر:
 لعمرك٠لَلشّÙبَّان٠أسرع غــــــــــارةً ... ولَلشّÙيب٠إنْ دارتْ رَØÙŽÙ‰ الØرب٠أصبرÙ.
Ùلا يستغني الشاب عن مشاورة أهل الخبرة ÙÙŠ شؤون الØياة.
خامسا: أن يغتنم الÙرصة ولا يكون من المغبونين ÙÙŠ الصØØ© والÙراغ، وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اغْتَنÙمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسÙ: شَبَابَكَ قَبْلَ Ù‡ÙرَمÙÙƒÙŽØŒ وَصÙØَّتَكَ قَبْلَ سَقَمÙÙƒÙŽØŒ وَغÙنَاءَكَ قَبْلَ ÙَقْرÙÙƒÙŽØŒ ÙˆÙŽÙَرَاغَكَ قَبْلَ Ø´ÙغْلÙÙƒÙŽØŒ ÙˆÙŽØَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتÙÙƒÙŽ". (رواه الØاكم وغيره).
وقال الشاعر:
بَادÙر الْÙÙرْصَةَ وَاØْذَرْ Ùَوْتَهَا ... ÙَبÙÙ„Ùوغ٠الْعÙـــزّ٠ÙÙŠ نَيْل٠الْÙÙـــــــــــــــرَصْ.
وقال آخر:
Ø¥Ùذا لم تØاولْ ÙÙŠ شبابكَ غايةً ... Ùيا ليت شعري أيَّ وقت٠تØاولÙ.
سادسا: عدم الاتّÙكال على أمجاد الآباء والأجداد وإنجازاتهم، Ùقيمة كل شخص ما ÙŠØسنه، لا ما ÙŠØسنه آباؤه وأجداده.
وأختم بالقول: إن من أهم ما يتعلمه الشاب هو خصائص المرØلة التي يمر بها.